بسم الله الرحمن الرحیم
آلله خیر امّا یشرکون؟
العقیدة هی قاعدة کل نظام، و التوحید الرکیزة الاساسیة فی عقیدة الاسلام و جمیع رسالات السماء، و الامة بحاجة الی عقیدة راسخة فی حیاتها الخاصة و العامة، لتبنی علیها نظامها حتی یصدق علیها انها أمة ذات اتجاه واضح محدد فی الحیاة، و لتنجو بذلک من الارتجال و الذیلیة و التیه العقائدی ، و لئن کانت الامم لاتستغنی عن هذه القاعدة فی جمیع الازمنة فانها أحوج الیها الی حد الضرورة ، فی زمن تسیر فیه الاحداث بلا تأمل أو انتظار، بل بکل سرعة، و علی قاعدة معدة کقاطرة علی سکة ممهدة.
و من الملاحظ ان أکثر الامم تخلفا و أهونها شأنا هی الامة المجردة من العقیدة السائرة بلا تخطیط الی هدف غیر معلوم. و لیس بالامکان التخطیط الموصل الی الهدف المنشود الا فی اطار من العقیدة الواضحة المعالم.
و التوحید باعتباره، الجواب الفطری والعلمی و العقلی علی جمیع التساؤلات الفکریة ، عن الکون و وصانعه و علاقة الانسان بهما، و باعتباره مبدأ جمیع رسالات السماء« و ما أرسلنا من قبلک من رسول الا نوحی الیه، انه لا اله الا أنا»و هو القاعدة الواسعة الصالحة لبناء النظام الواسع الصالح الذی یتحقق فی ظلة للانسانیة جمیع تطلعاتها و قیمها.
و لا یکفی الامة أن تفخر بأنها صاحبة رسالة أو عقیدة، اذا لم تکن مصممة حقا علی بناء وجودها و نظامها علی أساس من تلک العقیدة، و لا یمکنها أن تفعل ذلک الا اذا کانت حدود العقیدة و معالمها واضحة فی ذهنها فردا و قیادة.
بعد ثبوت حقانیة هذا الدین الحنیف فقد اوضح النهج الذی لا بد و أن یسیر علیه البشر بما ورد فی الحدیث المتواتر عن الفریقین من قول النبی صلی الله علیه و آله و سلم انی تارک فیکم الثقلین کتاب الله و عترتی اهل بیتی ما ان تمسکتم بهما لن تضلوا بعدی ابدا... و قد تکفلت مجلة مدرسة اهل البیت علیهم السلام بان تطرح المسائل العقائدیة علی اساس نهج العقل و الکتاب و العترة الطاهرة نسأل الله ان یوفقنا لذلک و ان یمن علینا بالسداد انه سمیع مجیب. هذا وکما سبق ان خط مجلتنا هو السیر والمشی علی اساس العقل والوحی وان مدرستنا هی مدرسة اهل البیت علیهم السلام ولا علاقة لها بمدرسة التفکیک بل لا تتبنی آرائها ونظریاتها کما ولا تری وجهاً لهذا العنوان أی: عنوان مدرسة التفکیک لانه عنوان ضیق ولا یعبر عن عظمة الاسلام وسعته فان مدرستنا مدرسة اهل البیت علیهم السلام لاغیر نعم المجلة تنشر المقالات التی تهتم بنقد الفلسفة والعرفان لأی شخص کانت لغرض الدفاع عن الحق وتعمیم الفائدة لکن ذلک لا بمعنی الموافقة والتأیید لکل ما یتبنی صاحب المقالة من افکار فالملاک هو صحة مطالبها وفائدتها.
رئیس التحریر